منذ 5 سنوات

مقال بعنوان أفضل الأعمال في شهر رمضان.

السلام عليكم ورحمة الله
أفضل الأعمال في شهر رمضان.
كم تشرق النفوس عند علمها بقرب حلول شهر رمضان! وكم يجتمع المسلمون لوضع خطة عمل وفق ظروفهم، لئلا يخرجوا من الشهر إلا مغفورًا لهم! لذلك فهم يبحثون عن أفضل الأعمال في شهر رمضان؛ لينالوا رضا الله والجنة، ولتتغير حياتهم إلى الأفضل، فيخرجوا من رمضان خيرًا ممَّا دخلوه، وهم أقوى إيمانًا وأكثر التزامًا بالطاعات.
وقبل أن نشرع في الحديث عن أفضل الأعمال في شهر رمضان يجب أولًا أن نعرف أن العمل حتى يقبله الله -سبحانه- لا بد أن يكون خالصًا لوجهه الكريم، وليس من أجل كلام الناس، وأن يكون موافقًا لهَدِي الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
ولعل من أفضل الأعمال في شهر رمضان ما يلي:
أولًا: الحفاظ على الفرائض.
ليس هناك من شك أنه لا يوجد عمل يتقرب به إلى الله أحب إليه ممَّا افترض، وليس من المعقول أن يُضيع المرء الفرائض التي هي أساس الدين حتى لو فعل من النوافل ما فعل، ويحسب أنه يحسن صنعا.
وقد روى أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله :" إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري.

ثانيًا: اجتناب المحرمات.
إن اجتناب المحرمات من كذب وسرقة وغش وخداع ونميمة وغيبة وأكل أموال الناس بالبطل وإطلاق البصر وغيرها... من أعظم ما يتقرب به إلى الله -عزوجل-، ولم لا! والعبد عن اجتبانه للمحرمات يُجنب نفسه أن يصبح مفلسًا يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار". رواه مسلم والترمزي.
ولايخفى على ذي لُبٍّ أهمية هذا العمل، فنحن نريد أن يغفر الله كل ذنوبنا وأن يعفو عن سيئاتنا، فكيف نُقدِم على ملئ الصحيفة مرة أخرى بالسيئات! ونحن نسعى لإدراك أفضل الأعمال في شهر رمضان.

ثالثًا: قراءة القرآن الكريم و الأذكار والدعاء.
كلنا يعلم أن شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن، وأن الله سبحانه وتعالى يقبل فيه الدعاء؛ لذلك فإن من أفضل الأعمال في شهر رمضان تلاوة القرآن الكريم وتدبره وحفظه، والاشتغال بالأذكار، والدعاء ولا سيما في أوقات الإجابة كوقت إفطار الصائم والثلث الأخير من الليل وبين الأذان و الإقامة وغيرها من الأوقات؛ حتى يصبح لسان العبد رطبًا بذكر الله.
ويجعل نُصب عينيه حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:"إن لكل شيء صقالة، وإن صقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع". رواه ابن أبي الدنيا، والبيهقي من رواية سعيد بن سنان واللفظ له، وقال عنه الألباني: (صحيح لغيره).
ولا يشغل نفسه بما لا ينفعه في الدنيا والآخرة؛ هذا إن أراد تطبيق أفضل الأعمال في شهر رمضان.
ترتيب حسب:
تسنيم وليد
كتابه المقالات وترجمة منذ سنة

افضل مقال قراته عن رمضان

0 0 0

آمين.
بارك الله فيك.
شرف كبير أنها نالت إعجابك ، والله أسأل لك كل التوفيق والنجاح والتميز.

0 0 0
عمرو مصطفى
مطور واجهات أمامية منذ 5 سنوات

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنتم أختي مقال جميل
بالتوفيق بإذن الله
والله يبلغنا وإياكم رمضان , ويعيننا على الصيام والقيام وصالح الأعمال

0 0 0

رابعًا: صلاة الليل.
لا يختلف اثنان على أن صلاة الليل هي من أفضل الأعمال في رمضان، فرمضان شهر الصلاة والقيام، وفيه فقط شُرِعت صلاة الليل جماعة، والمسلمون يصلون فيه بالليل صلاة التراويح وهي خاصة برمضان فقط، وصلاة التهجد والتي لا بد أن تُصلَّى بعد القيام من النوم ولو كان فترة يسيرة، وصلاة قيام الليل والوتر وهما يصليان في أي وقت من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، وأما ثواب صلاة الليل فقد روى أَبِو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه البخاري، ومسلم.
ومن المندوب الإكثار من الصلاة والقيام لعلها توافق ليلة القدر، ويكتب للعبد فيها العتق من النيران.

خامسًا: الإنفاق والصدقات.
رمضان هو شهر البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله، وقد افترض الله زكاة الفطر في آخره؛ لئلا يأتي العيد وهناك جائع في المسلمين، كما جعل كفارة الإفطار عن الصوم إطعام مسكين عن كل يوم، وفتح باب الصدقات لمن يريد نيل الثواب والأجر العظيم، ومن الصالحين من يُعجِّل وقت إخراج زكاة ماله ليخرجها في رمضان، ومنهم من يتصدق يوميًا في هذا الشهر الكريم وخاصة في العشر الأواخر؛ فإن وافقت ليلة القدر فكأنما تصدق بهذا المبلغ لمدة ألف شهر، ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ".
فمن كان يحرص على أفضل الأعمال في شهر رمضان فلا يُفوتنَّ الإكثار من الصدقات والإنفاق في كل وجوه الخير.

إن الحديث عن أفضل الأعمال في رمضان يطول، فأبواب الخير مفتوحة يختير منها العبد ما يشاء، والنية تجعل المسلم يأخذ ثوابًا حتى على تلذذه بالطعام والشراب، فلو نوى من قلبه أنه يأكل ليتقوى بهما على الصيام والعبادة أخذ ثوابا عظيما، وكل أعمال العبد بالنية تتحول لطاعات، وما يُلقَّى تلك المنزلة إلا الذين صبروا وما يُلقَّاها إلا ذو حظ عظيم.
عرض المزيد

0 0 0

جميع الحقوق محفوظة © كاف 2024

All rights reserved © kaf 2024